الأحد، 23 فبراير 2014

قصص تقرب انماط الشخصية( الشرقي مع الجنوبية)

قصة حياة الشرقي


يعيش الشرقي في عالم من المزارع،

تحيط به البساتين من كل الجهات،

ولهذا فإن اللون الذي يريحه هو الأخضر

كل شخص يمتلك مزرعته الخاصة،

يؤمن الشرقي الاسترخائي بأهمية العمل، ......... لكن العمل بهدوء ونظام وجودة عالية،

إن المزرعة تعني أن يغرس البذور، ثم يرويها، ثم عليه أن نتظر طووويلا، حتى يأتي وقت الحصاد


وهذا ما يجعل الرجل الشرقي متأني، متأمل، يحب الاسترخاء والاستجمام، لكنه منجز، وانجازاته بطيئة، لكنها قوية، ........


إذا فالشرقي شخص انطوائي، لكنه في الوقت ذاته انسان استرخائي، ومع هذا منجز،



و العمل في المزارع يحتاج إلى الدقة والتركيز، والتنفيد والتنظيم، فهو يجب أولا أن:

1- يخصب التربة، ويعيد احيائها.

2- ثم يختار الطقس الجيد،واليوم المناسب لغرس البذور.

3- ثم عليه أن يتخير الوقت المناسب للسقي، ليوفر الماء، كما أن عليه أن يتعلم كيف يسقي النبتات الصغيرة كي لا تغرقها المياه،

4- يتابع يوما بيوم، واجواء الحقول الجميلة، تلهمه التأمل، والاسترخاء،

5- لقد قام بما يجب عليه فعله، ولم يتبقى عليه الأن سوى الاسترخاء والنوم الهنيء مع المتابعة المستمرة وتأمل النبتات الجميلات وهي تنمو، عليه ببساطة أن نتظر موسم الحصاد،


هذه باختصار حياة الشرقي، إنها جميلة، منظمة هادئة، فهو ليس عشوائيا، ولا متسرعا، وليس كسولا، ولا حالما، إنه ببساطة شخص واقعي جدا، منظم جدا، ينفذ الممارسات والاسترتيجيات التي ورثها من أهله بشأن الزراعة، ينفذها ولا يغيرها إلا في النطق الضيقة، إنه لا يحاول تغيير العادات الزراعية التي استقاها من اهله، لأنه ببساطة يؤمن بها،

ويثق في أنها الأفضل على الأطلاق، ...... فهل معه حق...؟؟؟

إلى حد ما.........



ترى من يفضل الشرقي، ....... شمالية متسرعة مضحية، أم جنوبية كسولة حالمة، أم غربية متهورة مبتكرة........؟؟

يؤمن الرجل الشرقي بأهمية الأدوار،

بما أنه شخص تقليدي، فإنه يرى بأن المرأة مكانها المنزل،

إنه يحبها ويقدرها، ومستعد للتضحية من أجلها، بكل ما يملك، فهو كالشمالي في ذلك،

لكنه لن ولن يسمح لها بأن تأخذ دوره في الحياة،

المرأة التي تصر على العمل مثلا، بينما يرفض الشرقي ذلك، غالبا ما يستبدلها، لأنه لا يشعر معها بالراحة،

إنها بالنسبة له قلبت الموازين، والأنظمة، والقوانين،

وما أدراكم ما القوانين،

إن الشرقي هو الذي وضع القوانين التجارية على وجه الأرض،

القانون الذي يخص الأقتصاد والتجارة،

هو من اخترع نظام المقايضة، اي اعطني سمكة أعطيك بطيخة، .......!!!!!

عندما اصبح الشرقي مستعدا للزواج، بدأ ينظر حوله من تحت لتحت،

( فهكذا يبصبص الشرقي، إنه يخشى ان يضبطه أحدهم فيتهمه بالبصبصة، بينما هو شخص له مكانته الاجتماعية)

نظر الشرقي لتلك الشمالية التي تعيش في الغابة المجاورة، ووجد كم هي شخصية قيادية جذابة، تثير في أعماقه الاحساس بالقوة، لكنه لا يستطيع الاقتران بأمرأة تفوقه قوة، إنها تخيفه، رغم أنها جذابة، قد يحبها، قد يعجب بها مدى الحياة، لكنه لا يتزوج منها، فهي لا تراعي كونها امرأة إنها تعمل بين الرجال.....!!!!!

ثم ينظر إلى الغربية، تلك الفراشة المحلقة فوق البساتين، تثير الغرائز والعقول، وتتودد لكل من حولها بقصد أو بدون قصد، تلك التي تنادي بالانطلاق والحرية للمرأة، متمردة على كل ما حولها من قيود، إنها لا يمكن أن تقبل ترك عملها لأجله هو، رغم أنه معجب بها، فهي مختلفة صدقا، لكنها تخيفه كالشمالية لا تناسبه، ...

ثم ينظر حوله من جديد، فيرى الجنوبية، كم هي ساحرة، تجلس هناك بهدوء، طوال اليوم، تتأمل فيه، وترمقه بنظرات جذابه، متأكد من أنها مغرمة به، ويشعر نحوها بالانجذاب، فهي مريحة، هادئة، كما أنها لا تغادر المنزل إلا نادرا، إنها لا تتململ من العادات والتقاليد، لديها صبر وطولة بال، وحنونة، إنها مناسبة، له، فهو يحتاج إلى امرأة من هذا النوع،

ولأن الشرقي ينظر إلى الحياة الزوجية على انها تبادل للحاجات، والمنافع،

فإن أول ما سيقوم به، هو تفحص زوجته المحتملة، يتفحصها ليتأكد من انها مناسبة، وأنها تحمل كل المميزات التي يريدها، إن يتفحصها من تحت لتحت،


ثم يصر على رؤيتها، والنظر إليها جيدا، وقد يطلب الحديث معها ليتاكد من أن كل شيء على ما يرام،

يتردد الشرقي كثيرا قبل اتخاذ القرار، قبل حتى أي يبلغ والدته بخطبتها، يتردد إلى أن يتأكد من أنها مناسبة،



بعد ذلك يتم الزفاف، ويعيش الشرقي مع الجنوبية أيام عسل جميلة،

الشرقي معجب جدا، بهدوء الجنوبية، وخجلها الجميل، إنها تماما ما كان يريد، إنها تحمر خجلا، وتتوتر كلما اقترب منها،

والجنوبية سعيدة بالشرقي، فهو رومانسي خجول، مع انها لم تعتقد ذلك في البداية، لكنها اكتشفت كم هو رائع في الخفاء، رغم كل ما يبديه من رسمية وجدية، لكنه حنون عطوف ورومانسي اثناء الليل، ...


ومرت الأيام، ولا حظ الشرقي أنه كلما دخل المنزل، وجد الجنوبية تتحدث مع رفيقاتها بالهاتف أو عبر الجدار،

أو أن إحدى رفيقاتها تزورها، أو انها في زيارة لرفيقة،

كما لاحظ أن الكثير من أمواله تصرفها الجنوبية على الولائم، التي غالبا تقام بلا مناسبة،


وهذا الأمر اثار ضيقه بشدة، فهو يتعب في جني هذا المال، وفي النهاية لا يستطيع جني المال كل يوم، إن المال لا يأتي إلى في نهاية الموسم، ولا يأتي ببساطة، بل بعد مجهود وصبر طويل،


لكن الجنوبية لا تكاد تشعر بذلك، كل ما يهمها هو أن تسعد الأخرين، وتتصل بهم، وتهنأ بقربهم،

إن الجنوبية تريد أن تساعد المحتاجين، فكثيرا ما تسعدها كلمات الشكر والثناء والاطراء، لكنها نسيت أنها تتبرع بمال لم تتعب فيه، إنها تتبرع بمال رجل كاد ظهره أن ينحني ليجنيه،

إن الجنوبية لا تكاد تهتم للمال إلا إذا كانت تريد أن تهبه للناس، او أن تستمتع به،

والشرقي، يرى أن المال عصب الحياة،


وهكذا تتهم الجنوبية زوجها الشرقي بالبخل، وتبغضه،

ويتهمها الشرقي بالاسراف واللامبالاه، ويبغضها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق