السبت، 26 أبريل 2014

دمعة على وجه القمر

دمعةٌ على وجه القمر
قصة قصيرة بقلم / منى كمال
كانت تعد الأيام والليالي في انتظاره، وعندما يحين موعد عودته تجرى كالسهم الطائش إلى الشرفة حتى تتملى بنوره وتسعد برؤيته.
لقاؤهما أشبه بلقاء السحاب .. تجلس في حضرته تبث أشواقها إلى ضيائه ،لم تكن تتحدث بالشفاه وإنما بالعين، وكأنه يفهم حديثها؛ فترتسم على وجهه ابتسامة، أو هكذا يخيل إليها وهو يرسل خيوطه اللؤلؤية لتمتد إلى أكتافها وكأنه يربت عليها في حب وحنان.
تميل برأسها في استكانة حتى تلامس وجنتيها تلك الخيوط المنبعثة ؛ فتشعر بالنشوة والسعادة.
هكذا كانت تعيش في حالة من العشق اللامتناهى .. تحكى له ما صار في غيابه من انتصارات حصدتها أو انكسارات مرت بها، وكانت تشعر في قرارة نفسها أنه يفهمها جيدا، ويتجاوب مع أفراحها وأحزانها.
أحياناً تراه كالملك المتوج حين يكتمل بدرا، وحين تلتف حوله النجيمات تراهن كالجواري الطائعات حول مليكهن.
نعم هي تعشق تلك الخيوط اللؤلؤية التى يرسلها فيحيل الليل الحالك إلى بساطٍ لؤلؤي خلاب يسر العين ويهدى التائهين.
ولكن في الآونة الأخيرة، جاءت دموعها أكثر من ابتساماتها ، وانكساراتها أكثر من انتصاراتها ، فكلما رأته تجرى إليه وتبكى .. تبكى وتذوب في حكايات طويلة عن ما ألم ََّبها من ألم ، ومن ثمّ تشعر براحة أن صديقها وحبيبها قد حمل بعضاً من آلامها؛ فتطمئن نفسها حين يربت على كتفها ويواسيها أو هكذا كان يخيل إليها.
في موعد اللقاء أتى إليها يحمل الأمل في خيوطه المسترسلة، وهو يرمى بها على شرفتها، ولكنها لم تكن هناك . لم تهرع اليوم لملاقاته، ولم يأخذها الشوق إلى رؤيته، انتظرها كثيراً هناك عند الشرفة ولكنها لم تأت ، ولعلها لن تأتي أبدا…فلم يبق أي شيء يدل عليها وسط ليل حالك لفه السواد .. لم يبقَ سوى خيوط لؤلؤية متناثرة وبقايا حكا يا حزينة .
هنا اختفت الابتسامة لتحل محلها دمعة.. دمعة سقطت على وجه القمر.




untitled3


بقلم / منى كمال
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق